من كلمات الامام الخامنائي
توجهوا نحو قلوب الشباب بعيداً عن مظاهرهم
المسجد الذي كنت أؤمُّ فيه الجماعة ـ قبل الثورة ـ لم يكن فيه مكان خالٍ بين صلاتي المغرب والعشاء. فيحتشدون الناس حتى خارج المسجد. وكان ثمانون بالمائة من الحضور شباباً. وذلك لأننا نتواصل مع الشباب. وكانت الموضة الدارجة آنذاك هي الفروة المقلوبة، فكان الشباب المهتمون بالموضة يرتدونها.
ذات يوم رأيت أحد الشباب يرتدي هذا الزي ويجلس في الصف الأول من صلاة الجماعة خلف سجادتي. وكان يجلس بجواره رجل كبير السن من تجار السوق المحترمين، وكان رجلاً فاهماً أحبه كثيراً وغالباً ما يصلي ورائي في الصف الأول. رأيته يلتفت للشاب ويهمس شيئاً في أذنه فاضطرب الشاب فجأة.
سألت ذلك الحاج المحترم: ماذا قلت له؟
فأجابني الشاب نفسه وقال: لا شيء.
فعلمت أنه قال له: ليس من المناسب أن تجلس في الصف الأول بهذه الثياب!
قلتُ له: لا، بل من المناسب جداً أن تجلس هنا ولا تتحرك!
قلتُ له: يا حاج، لم تطلب من هذا الشاب العودة إلى الصفوف الخلفية؟ دع الناس تدرك أن شاباً يرتدي الفروة المقلوبة يمكنه هو أيضاً الاقتداء بنا وأداء صلاة الجماعة.
يا إخوان، إنْ لم تكن لنا أموال وإمكانات فنية، إن لم تتوفر لدينا الآن ترجمة للقرآن الكريم بلغة سعدي، فالأخلاق مما يمكن أن نتوفر عليه «في صفة المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه» توجهوا بالأخلاق نحو هؤلاء الشباب وقلوبهم وأرواحهم بعيداً عن مظاهرهم. عندئذ سيحصل التبليغ.
(من كلمة آية الله العظمى السيد علي الخامنائي في لقائه مسؤولي منظمة تحيات صياد الثعالب...منقول